"إلى أمي" للشاعر محمود درويش

يقول الشاعر محمود درويش :"نحن عائلة من ثلاثة أبناء وثلاث بنات وكنت الفتى الأوسط بين الصبيان وهذا كان يضايقني لأنه عندما كان يجري توزيع المسؤوليات كان يتم إحتسابي مع الكبار أي أنا وأخي الأكبر ، وعندما كان يجري توبيخ الصغار أيضا كنت بينهم

فنشأ شعور دفين في قلبي مفاده أن أمي لا تحبني . ومرت الأيام وأنا أحمل هذا الشعور المأساوي في قلبي إلا أن أعتقلتني السلطات الإسرائيلية وأدخلتني السجن وعندما جاءت أمي ومعها القهوة والخبز منعوها من إدخالها وسمعتها وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة لتوصل إلى خبزا قد خبزته بنفسها والقهوة التي أعدتها لي ،ولما سمحو لها بالدخول إحتضنتني ک طفل صغير وهي تبكي فبدأت أقبل يديها كما لم أفعل من قبل ، وإكتشفت أني ظلمت أمي عندما أعتقدت أنها تحبني أقل من باقي إخواني ، وعندما غادرت ولم أكن قادرا على البوح لها بإحاسيسي ، مكثت ذلك المساء نادما وقررت الإعتذار لها في قصيدة فكتبتها وأسميتها "قصيدة إعتذار" ولم يكن مسموحا لنا بورق الكتابة فكتبتها على ورق الألمنيوم لبكت السجائر وأخذتها معي خلسة عندما خرجت من السجن وقلت في

مطلع القصيدة "أحن إلى خبز أمي ، وقهوة أمي ، ولمسة أمي ، وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم ، وأعشق أمي لأني اذا مت أخجل من دمع أمي ..ألخ" وكنت أظن أن هذا إعتذار شخصي من طفل إلى أمه ولم أعرف أن هذا الكلام سيتحول ل أغنية يغنيها ملايين أطفال العرب.